سلحفاة غالاباغوس
المقدمة
في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم تتغير البيئات بالنسبة للكائنات الحية لعدم تكيفها سريعا مع تلك التغيرات والتي سرعان ما قد تتسبب في انقراضها علي فترات متباعدة واليوم سوف نتحدث عن واحدة من تلك الكائنات التي عاصرت تغيرات عديدة علي مدار عقود والتي كان يعتقد أنها انقرضت منذ زمن بعيد لكنها علي ما يبدو استطاعت المقاومة انها سلحفاة جالاباغوس دييغو وعن بنى جنسها وكيف استطاعت المحافظة عليه من الانقراض .
من هي سلحفاة الغالاباغوس العملاقة
تعتبر الغالاباغوس من أضخم الكائنات الحية في فصيلة السلحفيات وتنقسم السلاحف الي صنفين , سلاحف بحرية تري غالبا في أحواض الاسماك أو ضمن الوجبات الغذائية في بعض البلاد والسلاحف البرية التي تعيش في جزر غالاباغوس وهذا النوع ضخم حيث يحتل المرتبة العاشرة لأضخم الزواحف الحية علي كوكب الارض فقد يتعدى وزنها 400 كيلو جرام وطولها 1.8 متر وتعد أيضا ضمن الكائنات الاطول عمرا علي الارض فقد تعيش في البرية لما يزيد عن 150 عام وبالفعل قد تم تسجيل بعض الافراد منها عاشت ل 170 عام .
أصل ومكان التواجد
يرجع أصل هذا النوع من السلاحف العملاقة الي الجزر السبعة في أرخبيل وهي جزر بركانية تقع علي بعد 1000 كيلو متر غرب سواحل الاكوادور في أمريكا الجنوبية وقد عثر عليها مستكشفون أسبان في القرن السادس عشر أطلقوا عليها اسم (Galapagos) وهي الكلمة الإسبانية التي تعني سلحفاة .
أسباب انقراض بعض الانواع وتناقص أعدادها
بحلول القرن السادس عشر كانت أعداد سلاحف غالاباغوس تزيد عن ربع مليون سلحفاة إلا أن هذا العدد بدأ في الانخفاض تدريجيا الي ما يقارب ثلاثة آلف سلحفاة فقط بحلول سبعينيات القرن العشرين ويرجع سبب الانخفاض الي اصطياد هذا النوع بأعداد كبيرة للحصول منها علي الزيوت واللحوم بالإضافة الي تدمير البيئات الطبيعية لهذه الكائنات لتوفير الارض لغرض الزراعة وايضا إدخال حيوانات أخري لا تنتمي الي الجزر المتواجدة فيها مثل الماعز والفئران و الخنازير وقد استطاع فرد واحد من النجاة من السلالة الحادية عشر المعروفة باسم سلحفاة جزيرة بينتا وتم الحفاظ عليه في أحد المحميات الطبيعية وأخذ لقب جورج الوحيد (Lonesome george ) إلا أن سلالته إنقرضت تماما ولم تستمر بوفاته في شهر يونيو من عام 2012 وقد أدت الجهود المبذولة من أجل الحفاظ علي سلحفاة الغالاباغوس خلال القرن العشرين الي إكثار الألاف من صغار السلاحف ومن ثم اطلاقها في البرية من أجل العيش في بيئتها الطبيعية هذا وقد آتت تلك الجهود المبذولة ثمارها حيث تجاوز أعدادها في البرية الي 19 الف سلحفاة وذلك بحلول مطلع القرن الواحد والعشرين ورغم تزايد أعدادها بشكل كبير إلا أنها ما زالت معرضة لخطر الانقراض طبقا لتصنيف الاتحاد العالمي للحفاظ علي الطبيعة .
من صفات السلاحف العملاقة
تتمتع بذاكرة قوية كالأفيال وتستطيع تذكر أماكن الغذاء ومصادر الماء بدقة بالإضافة الي الاماكن التي تنام فيها خلال الرحلات الطويلة التي تقوم بها ومن الجدير بالذكر أن ذكر السلحفاة الذى يدعي غالاباغوس دييغو استطاع الحفاظ علي بني جنسه من الانقراض من خلال المساهمة في إنجاب 800 سلحفاة بعد ما تم إشراكه في برنامج علمي قد انطلق في الستينيات بهدف تشجيع عملية التكاثر لهذا النوع من السلاحف .