إرتفاع مستويات الزئبق فى البحار والمحيطات يشكل خطرا لا يستهان به - موقع إرادة المعرفة

 إرتفاع مستويات الزئبق في البحار والمحيطات 

ماذا يعنى وجود زئبق في الاسماك ؟

يتركز الزئبق في الاوساط المائية ثم يتحول عن طريق نشاط الاحياء الدقيقة في وسط فقير بالاكسجين الي المركب الضوي للزئبق ألا وهو ميثيل الزئبق (Methylmer cury )  وهو الشكل الأعلي سمية لهذا المعدن الثقيل , تمتص الأسماك ميثيل الزئبق الذي يتراكم ويثبت في كل من الخلايا المائية والنباتية ولهذا السبب قد تتكثف تراكيز من الزئبق في كل خطوة من السلسلة الغذائية ونتيجة لذلك يكون تركيز ميثيل الزئبق فى الاسماك المفترسة عالي جدا بحوالي مليون مرة أي أكبر من تركيزه من المياه التي تسبح فيها بالاضافة الي أنه قد ثبت بأن منتجات الاسماك تحتوي علي كميات متفاوتة من المعادن الثقيلة والتي منها الزئبق والملوثات التي تذوب بالدهن الناتجة عن تلوث المياه .

ماهي الأسماك التي قد تصاب بتركيزات زئبق عالية ؟

تحنوي أنواع الاسماك لاسيما التي تكون معمرة وعلي رأس السلسلة الغذائية منها مثل التونا والمارلن والقرش وأيضا كل من الماكريل الملكي وسياف البحر وسمكة الذيل والسلمزن المرقط والبايك الشمالي علي تركيزات زئبقية أعلي من الأنواع الاخري وذلك في حين أن أسماك الذيل الموجودة وسط المحيط الاطلسى تحتوي علي مستويات أقل من الزئبق والتى تعتبر آمنة للاكل بشكل معتدل .

خطورة الزئبق ؟

يعتبر الزئبق سم عصبى من الدرجة الاولي فهو يتسبب بتلف في الجهاز العصبى المركزي والمحيطى بالاضافة الي تأثيراته الضارة علي كل من الكبد والكليتين والرئتين والجهاز المناعي والجهاز الهضمي وعند التعرض للتسمم بالزئبق ومركباته خاصة العضوية منها قد يؤدي للتسبب بالموت حسب الظروف وكية التعرض , إضافة الي أن وجود الزئبق في الاسماك يمكن أن يسبب مشكلة صحية بالنسبة للنساء الحوامل أو اللاتي قد يصبحن حوامل والامهات والمرضعات .

مصادر التلوث بالزئبق 

تظهر الدراسات والمتابعات التي يقوم بها كيميائيون البيئة علي المستوي العالمي وجود مستويات هامة ولافتة في مياه الصرف الصناعية والتى تولدت عن أنشطة صناعية متعددة وتوجد مصادر أخري للتلوث الكلي بالزئبق فمعامل توليد الطاقة المعتمدة والعاملة علي الفحم الحجري وهو الوقود المعروف بإحتوائه علي أعلي نسبة من الزئبق مقارنة بكل أنواع الوقود الأحفوري الاخري , ينطلق الزئبق مع الغازات المنبعثة من المداخن ويستقر لمدة طويلة في الجو ومن ثم ينتقل مع الرياح عابرا للبلدان والقارات ليعود لاحقا مع مياه المطر أو الثلوج أو حتي الغبار وفي كل الحالات يمكن له الوصول الي البحار والمحيطات ومن ثم يتراكم في الاسماك ومن الجدير بالذكر أن تركيز ميثيل الزئبق فى أسماك التونة ذات الزعانف الصفراء قد إرتفعت بنسبة 3.8 % فى الفترة مابين ( 1998 - 2008 ) وبسبب الاعتماد علي الاسماك بمختلف أنواعها كغذاء فأن مانستخلصه من الابحاث العلمية الحديثة بأن حل هذه المسألة المتعلقة بتلوث الزئبق ليست في أن نسهلك سمكا أقل في غذائنا لكن في أن نختار أنواع السمك التي تحتوي علي تركيز أقل من الزئيق و فى الاخير يبقى الحل الجذري بالتحكم في إنبعاثات الزئبق المستمرة بالصعود الي الجو .